قال: جاءني شداد برقعة فيها مسائل، وفيها: أن لفظي بالقرآن غير مخلوق، فدفعتها إلى أبي بكر المروذي، وقلت له: اذهب بها إلى أبي عبد اللَّه فأخبره أن ابن شداد هاهنا، وهذِه الرقعة قد جاء بها، فما كرهت منها وأنكرت فاضرب عليه.
فجاءني بالرقعة قد ضرب على موضع: لفظي بالقرآن غير مخلوق، وكتب أبو عبد اللَّه بخطه: القرآن حيث تصرف غير مخلوق.
قال فوران: وأعرف خط أبي عبد اللَّه.
قال أحمد بن الحسين بن علي البزوري: سمعت أبا عبد اللَّه حين سأله رجل عن اللفظ، فقال له: يا أبا عبد اللَّه، حكوا عنك بالكرخ أنك قلت: لفظي بالقرآن غير مخلوق. فوقف غضبان، وقال: ما أكثر الكذب عليَّ! ما قلت في هذا شيئًا، ولا أقول، إنما بلغني هذا الكلام. فقلت: هذا كلام سوء أختبره، اللَّه المستعان. ودخل إلى منزله مغضبًا.
قال الخلال: أخبرني منصور بن الوليد النيسابوري: أن جعفر بن محمد النسائي قال: صح عندي في حياة أبي عبد اللَّه أنه نهى أن يقال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
قال جعفر بن محمد النسائي: من قال هذا فهو كلام محدث لم يقله أحد من العلماء.
قال سليمان بن الأشعث: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: على كل حال من الأحوال القرآن غير مخلوق.
قال محمد بن موسى ومحمد بن جعفر إن أبا الحارث حدثهم، قال: سمعت رجلًا يقول لأبي عبد اللَّه: يا أبا عبد اللَّه، أليس تقول: القرآن كلام اللَّه ليس بمخلوق، لمعنى من المعاني، وعلى كل حال وجهة؟