فقال: أليس قد عاهدت اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لعمر أن لا تتكلم في شيء من هذا الأمر أبدًا؟
قال: أقلني فواللَّه لا أعود.
قال: لا أقالني اللَّه إن أقلتك، هل تقرأ فاتحة الكتاب؟ قال؟ نعم.
قال: فاقرأ، فقرأ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)} [الفاتحة: ٢ - ٥] قال: قف، علام استعنته؟ على أمر بيده لا تستطيعه إلا به، أو على أمر في يدك أو بيدك؟ اذهبوا به فاقطعوا يديه ورجليه واضربوا عنقه واصلبوه (١).
"السنة" لعبد اللَّه ٢/ ٤٢٩ - ٤٣٠ (٩٤٨).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، ثا عفان، حدثني همام، نا مطر، قال: لقيني عمرو بن عبيد فقال: واللَّه إني وإياك لعلى أمر واحد. قال: وكذب واللَّه إنما عنى على الأرض. قال: فقال مطر: واللَّه ما أصدقه في شيء (٢).
"السنة" لعبد اللَّه ٢/ ٤٣٤ (٩٦٣).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، نا عفان، نا حماد بن سلمة قال: كان حميد من أكفهم عنه، قال: فجاء ذات يوم إلى حميد، قال: فحدثنا حميد بحديث، قال عمرو: كان الحسن يقوله. فقال حميد: لا تأخذ عن هذا شيئًا فإنه يكذب على الحسن، كأن يأتي الحسن بعدما أسن فيقول: يا أبا سعيد، أليس تقول كذا وكذا للشيء الذي ليس هو من قوله؟ قال
(١) رواه بنحوه الفريابي في "القدر" ص ١٨١ - ١٨٣ (٢٧٩ - ٢٨٠)، والآجري في "الشريعة" ص ١٩٤ (٤٧٣)، وابن بطة في "الإبانة" كتاب القدر ٢/ ٢٣٤ (١٨٣٨).
(٢) رواه ابن الأعرابي في "المعجم" ١/ ٢٣٠ (٤١٨)، عن الدقيقي، عن عفان، به.