للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ملتوية للتخلص ممن لا يطمئن إليهم. ولكن الأستاذ شارف فسر الحادثة الأولى بتفسير آخر واعتقد أن الملك وكز رع ور عن غير قصد فعلًا ولكن إيمان رع ور بأن عصا الملك كانت عصا مقدسة شأنها شأن بقية شاراته جعله يتخوف العاقبة ويتوقع حلول غضب الأرباب عليه، فطمأنه الملك وأفرخ روعه.

واتسعت تنظيمات الإدارة خلال عصر الأسرة الخامسة بما ينسجم مع ما بلغه أهلها من رقي الفكر والمادة في نواحي حياتهم١. وترأس الوزير جهاز الحكومة المركزية بعد الفرعون، وكان قد بدأ عمله خلال عصر الأسرة الرابعة، بمثل ما بدأ به فيما بعد أوائل الوزراء في العصور الإسلامية القديمة، أي باعتباره حامل الوزر ومسئولًا عن شئون الدولة أمام مولاه. وظلت النصوص الرسمية تثبت له هذه الصفة باستمرار. ولكن الوزراء ما لبثوا حتى أصبحوا في نظر جمهرة الناس شيئًا آخر بعد أن ولي الوزارة رجال من كبار الشعب في عصر الأسرة الخامسة، وبعد أن اضطر الفراعنة إزاء اتساع شئون دولتهم أو إزاء التطور الطبقي في دولتهم، إلى أن ينقلوا بض سلطاتهم الفعلية إلى وزرائهم ويركزوها في أيديهم. وترتب على ذلك أن انتقل إليهم نصيب من قداستهم أو مهابتهم. ونسب الناس إلى وزيرين منهم الحكمة وتأليف تعالم تهذيبية. وعندما اكتملت للوزير اختصاصاته أصبحت تعرض عليه أمور الدولة الهامة، ثم يتولى هو عرضها على الفرعون، وأصبح يعتبر محافظًا للعاصمة ورئيسًا لبلاط وللديوان الملكي، ويتولى الإشراف الأعلى على الخزائن وشون الغلال والمنشآت العامة والأشغال المعمارية الكبيرة، لا سيما الملكية منها. ويتولى الإشراف الأعلى على دور القضاء ودور المحفوظات ودور السلاح. وكان يتلقب منذ عصر الأسرة الرابعة بلقب قضائي يجعله كبير خمسة دار تحوتي٢، ربما بمعنى كبير الرؤساء القضائيين الذين ينسبون عدالتهم على المعبود تحوتي رب العدالة والكتابة والحساب. ثم تلقب خلال عصر الأسرة الخامسة بلقب "حم ماعت" أي "خادم العدالة"، ولقب رئيس الدواوين الست الكبيرة٣. ولسنا على بينة من الاختصاصات الفعلية لهذه الدواوين، أو المناطق التي كانت توجد فيها، وإن يكن من المحتمل أنها كانت تمثل دور القضاء العليا في العواصم الكبيرة، أو مجالس القضاء العليا في الدولة. وسرى شيء من ارتفاع شأن الوزارة إلى بعض الوظائف المندرجة تحتها. وترتب على كل ما أسلفنا أن توافر لأهل الطبقة العليا وربما كبار أهل الطبقة الوسطى أيضا منذ عصر الأسرة الخامسة، من الإمكانيات المادية والقيم الاعتبارية أكثر مما توفر لأسلافهم، ولم يعودوا يتقيدون كثيرًا بتشييد مقابرهم حول أهرام ملوكهم كما كان شأن أمثالهم في عصر الأسرة الرابعة، فتوزعت مقابرهم في سقارة والجيزة. ولم يتردد بعض حكام الأقاليم في أن يعملوا


١ See Especially, M.A. Murray-K Sethe, Index Of Names And Titles Of The Old Kingdom, ١٩٠٨, ١٩٣٧; J. Pirenne, Histcire Des Institfution Et Des Droit Prive De L'ancienne Empire, T. I-Iii, ١٩٣٥; A. Weit, Die Veziere Des Pharonemreiches, ١٩٠٨; H. W. Helck, Untersuchungen Zu Den Beamtentiteln Den Aegyptischen Alten Riches, ١٩٥٤; K. Baer, Ranks And Titles Of The Old Kngdom, ١٩٦٠.
٢ A. Weil , Op. Cit., Nr. ٢, ٣, ; Mariette, Masrabas, ١٢٥.
٣ Weil, Op. Cit., ١٠-١٢, Etc. ; Marietc, Op. Cit., ٢٢٨, ٤٠٧-٤٠٩; L.D., II, ١٠٣; Zaes, XX, If.; XXVIII, ٤٣ F. ;P.S.B.A., XIII. ١٢١ F.

<<  <   >  >>