وإيثار أسباب الرفق لما نرجوه في ذلك من الصلاح الشامل، والخير العاجل والأجل، والله تعالى ييسرنا لما يرضيه من قول وعمل بمنه، وأنت أعزك اله ممن يستغنى بإشارة التذكرة، ويكتفي بلمحة التبصرة، ولما تأوى إليه من السياسة والتجربة، اتخذ الحق أمامك، وملك يده زمانك، وأجر عليه في القوي والضعيف أحكامك، وارفع لدعوة حجابك، ولا تسد في وجه المضطهد المظلوم بابك، ووطئ للرعية حاطها الله أكنافك، وأبذل لها أنصافك واستعمل عليها من يرفق بها ويعدل فيها، واطرح كل من يحيف عليها ويوذيها، ومن سبب عليها من عمالك زيادة، أو خرق لا في أمرها عادة، أو غير رسما، أو بدل حكما، أو أخذ لنفسه منها درهما ظلما، فاعزله من علمه، وعاقبه في نده، والزمه رد ما أخذ تعديا إلى أهله، واجعله نكالاً لغيره فاعزله عن عمله، وعاقبه في ندنه، والزمه رد ما أخذ تعديا إلى أهله، واجعله نكالاً لغيره حتى لا قدم منهم أحد على مثل عله، إن شاء الله وهو تعالى ولي تسديدك، والملي بعضدك وتأييدك لا إله غيره، وله عنه إلى أهل غرناطة، كتابنا عصمكم الله بتقواه، ويسركم لما يرضاه وجنبكم ما يسخطه وينعاه، ومن حضرة مراكش حرسها لله يوم الجمعة التاسع عشر من شهر الصوم المعظم سنة سبع وخمساية وقد اتصل بنا أنكم من مطالبة فلان على أولكم، وفي عنفوان عملكم، وأنه لا يعدم تشغيباً وتأليباً من قبلكم، فإلى متى تلحون في الطلب، وتجدون في الغلب، وتقرعون النبع بالغرب، لقد آن حركتكم في أمره أن تهدي، وللنائرة بينكم أن تطفي، ولذات بينكم أن تصلح، ولوجوه المراشد قبلكم أن تضح، وإذا وصل إليكم خطابنا هذا فاتركوه متابعة الهوى، واسلكوا معه الطريقة المثلى، ودعوا التنافس على حطام الدنيا، وليقبل كل واحد منكم على ما يعنيه، ولا يشتغل بما ينصبه ويعنيه، لابد لكل عمل، من أجل ولكل ولاية، ومن غاية، ولن يسبق شيء أناه، وإذا أراد الله أمرا سناه، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون، وفقكم الله لما فيه صون أديانكم وأعراضكم، وتسديد أنحائكم وأغراضكم بمنه، وكتب أعزه الله مرحبا بك أيها البر الفاتح، والروض النافح، فما أحسن تويجك، وأعطر تارجك، لقد تحت بالمخاطبة بابا، طالما كنت له هيابا، ورعت حجابا، وترك قلبي وجابا، وما زلت أحوم عليه شرعة، وفلا أسيغ منها جرعة، وأغازلها أملاً، فلا أطيقها عملاً، وألاحظها أمدا، أذوب دونها كمدا، وفي تعب