أما ونسيم الروض طاب به فجر ... وهب له من كل زاهرة نشر
تحامي له وعن سره زهرة الربى ... ولم تدر أن السر طية نشر
ففي كل سهب من أحاديث طيبه ... تمائم لم يعلق بحاملها وزر
لقد فغمتني من ثنائك نفحة ... ينافسني في طيب أنفاسها العطر
تضوع منها العنبر الورد فانثنت ... وقد أوهمتني أن منزلها السحر
سرى الكبر في نفسي لها ولربما ... تجانف عن مسرى ضرائبي الكبر
وشبت بها معنى من الراح مطربا ... فخيل لي أن ارتياحي بها سكر أبا
أبا عامر أنصف أخاك فإنه ... وإياك في محض الهوى الماء والخمر
أمثلك يبغي في سماءي كوكبا ... وفي جوك الشمس المنبرة والبدر
ويلتمس الحصباء في ثعب الحصا ... ومن بحرك الفياض يستخرج الدر
عجبت لمن يهوى من الصفر تومة ... وقد سال في أرجاء معدنه التبر
وكتب عن أمير المسلمين إلى أهل سبتة، كتابنا أبقاكم الله وأكرمكم بتقواه، ويسركم لما يرضاه، وأسبغ عليكم نعماه، وقد رأينا والله بفضله يقر جميع أرائنا بالتسديد، ولا يخلنا في كافة أنحائنا من النظر الحميد، أن نولي أبا زكريا يحيى بن أبي بكر محل ابننا، الناشيء في حجرنا، أعزه الله، وسدده فيما قلدناه إياه، ومن مدينتي فاس وسبتة وجميع أعمالها جرسها الله على الرسم الذي تولاه غير قبله، فأنفذنا ذلك له، لما توسمناه من مخائل النجابة قبله، ووصيناه بما نرجو أن يحتذيه ويمتثله ويجري عليه قوله وعمله، نحن في وراء اختباره، والفحص عن أخباره، لأنني بحول الله في امتحانه وتجريبه، والعناية بتخريجه وتدريبه، ولله عز وجل مخيلتنا فيه، ويوفقه من سداد القول والعمل إلى ما يرضيه، فإذا وصل إليكم خطابنا فالتزموا له السمع والطاعة، والنصح ولمشائعة جهد الاستطاعة، وعظموا بحسب مكانه منا وقدره، وامتثلوا في كل عمل من أعمال الحق نهيه وأمره، والله تعالى يمده بتوفيقه وهدايته، ويعرفكم يمن ولايته بعزته، وكتب عنه أيده لله ونصره إلى أبي محمد عبد الله بن فاطمة رحمه الله، كتابنا أطال الله في طاعته عمرك، وأعز بتقواه قدرك، وشد في ما تولاه أزرك، وعضد بالتوفيق والتسديد أمرك، أن نجدد مهدنا إلى عمالنا عصمهم الله بالتزامهم أحكام الحق،