للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ترنح غصنا ... واحمرت الكاس وردة

والهب السكر جداً ... أورى به الوجد زندة

فكاد يشرب نفسي ... وكدت أشرب خدة

وله في مثله: [بسيط مجزوء]

يا نزهة النفس يا مناها ... يا قرة العن يا كراها

أما ترى لي رضاك أهلا ... وهذه حالتي تراها

فاستدرك الفضل يا أباه ... في رمق النفس يا أخاها

قسوت قلبا ولنت عطفا ... وعفت من تمرة نواها

قال يندب معاهد الشباب، ويتفجع لوفاة الإخوان والأحباب، بعقب سيل عاد لديار آثارا، وقضى عليها وهيا انتثارا، [طويل]

ألا عرّس الإخوان في ساحة البلا ... وما رفعوا غير القبور قبابا

فدمع كما سح الغمام ولوعة ... كما ضرمت ريح الشمال شهابا

إذا استوقفتني في الديار عشية ... تلذذت فيها جية وذهابا

أكر بطرفي في معاهد فتية ... ثكلتهم بيض الوجوه شباب

فطال وقوفي بين وجد وزفرة ... أنادي رسوما لا تجيز جوابا

وأمحو جميل الصبر طوراً بعبرة ... أخط بها في صفحتي كتابا

وقد درست أجسامهم وديارهم ... فلم أر إلا أعظماً ويبابا

وحسبي شجوان أن أرى الدار بلقعا ... خلاء وأشلاء الصديق ترابا

ولقد أحلني أحد الديار المندوبة وهي كعهدها في جودة مبناها، وعودة سناها، في ليلة انتحلت ظلامها أثمدا، ومحونا بها من نفوسنا كمدا، ولم يزل ذلك الأنس يبسطه، والسرور ينشطه، حتى نشر لي ما طواه، وبث مكتوم لوعته وجواه، وأعلمني بلياليه فيها مع أترابه، وما قضى بها من أطرابه، وكان هذا المنزل اشهى إليه من سواه، وأخص بهواه، لأنه كان كلفا بربه، مسرفاً في حبه، وفيه يقول وقد مات باغمات، [طويل]

أرقت أكف الدمع طورا وأسفح ... وأنضح خدي تارة ثم أمسح

ودونك طماح من الماء مائح ... يعب ومغبر من البيد أفيح

وإني إذا ما الليل جاء بفحمة ... لاوري زناد ألهم فيها فاقدح

<<  <   >  >>