للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والدهر في صبغة الحرباء منغمسٌ ... ألوانُ حلّته فيها استحالاتُ

ونحن من لعب الشطرنج في يده ... ورّبما فخرت بالبيدق الشاةُ

انفضْ يديك من الدنيا وساكنها ... فالأرض قد أقفرت والناس قد ماتوا

وقل لعلمها السفليّ قد كتمت ... سريرة العالم العلويّ أغماتُ

طوتْ مظلّتها لا بل مذلّتها ... من لم تزل فوقه للعزّراياتُ

من كان بين الندى والباس أنصله ... هنديّةٌ وعطاياه هنيداتُ

رماه من حيث لم تستره سابغة ... دهر مصيباته نبلٌ مصيبباتٌ

وكان ملء عيان العين تبصره ... وللأمانيّ في مراءة مراءاتُ

أنكرتُ إلاّ التواءات القيود به ... وكيف تنكر في الروضات حيّاتُ

غلطت بين همائين عقدنْ لهُ ... وبينها فإذا الأنواع أشتاتُ

وقلت هنّ ذؤابات فكم عكست ... من رأسه نحو رجليه الذؤابات

حسبتها من قناة أو أعنّته ... إذا بها لثقاف المجد آلات

دورة ليثا فخافوا منه عاديةٌ ... عذرتهم فلعدو الليث عاداتُ

منه المهابات في الأرواح آخذة ... وإن تكن أخذت منه المهاباتُ

لو كان يفرج عنه بعض أوانةٍ ... قامت بدعوته حتّى الجماداتُ

بحر محيط عهدناه تجيء له ... كنقطة الدارة السبع المحيطاتُ

وبدر سبعٍ وسبعً تستميد به السب? ... ?ع الأقاليم والسبع السماواتُ

به وإن كان أخفاه السرار سنا ... قبل الصباح به تجلى الدجنّاتُ

لهفي على آل عبادٍ فإنّهمُ ... أهلّة مالها في الأفق هالاتُ

تمسّكت بعرى اللّذات ذاتهمُ ... يا بئس ما جنيت للذات لذّاتُ

راح الحيا وغدا منهم بمنزلة ... كانت لنا بكرٌ فيها وروحاتُ

أرض كانّ على أقطارها سرجاً ... قد أوقدتهنّ في الأذهان أنباتُ

وفوق شاطئ واديها رياض ربا ... قد ظلّلتها من الأنشام دوحاتُ

كانّ واديها بلبّتها ... وغاية الحسن أسلاك ولبّاتُ

نهر شربتُ بعبريه على صورِ ... كانت لها فيّ قبل الراح سوراتُ

وكنتُ أورق في إيكانه ورقاً ... تهوى ولي من قريض الشعر أصوات

وكم جريت بشطَّي طعنتته إلى ... محاسنٍ للهوى فيهنّ وقفاتُ

<<  <   >  >>