للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورد تألق في ضاحي منابته ... فازداد منه الضحى في العين إشراقا

سرى بنافجة نيلوفر عبق ... وسنان نبه منه الصبح أحداقا

كل يهيج لنا ذكرى تشوقنا ... إليك لم يعد عنها الصدر أن ضاقا

لو كان وفي المنى في جمعنا بكم ... لكان من أكرم الأيام أخلاقا

لا سكن الله قلبا عن ذكركم ... فلم يطر بجناح الشوق خفاقا

ول شاء حملي نسيم الريح حين هفا ... وافاكم بفتى أضناه ما لاقا

يا عقلي الأخضر الأسنى الحبيب إلى ... نفسي إذا ما اقتنى الأحباب إعلاقا

كان التجازي بمحض الود مذ زمن ... ميدان أنس جرينا فيه إطلاقا

فالآن أحمد ما كان لعهدكم ... سلوتم وبقينا نحن عشاقا

ولم تزل الأيام تدنيه وتبعده، وتسؤه وتسعده، وتقذف به إلى كل نازح، وتطرف أمله بعين اللاعب المازح، حتى أحلته بلنسية وهلال ذكائه كما أقمر، وغصن نباهته يانع قد أثمر، وبنو عبد العزيز غرر ملكها، ودرر سلكها، يفيضون بحور الندى، ويومضون في كل منتدى، فحل منهم محل الحميا في الكؤوس، ووقع منهم مواقع البشائر في النفوس، وأقام بين مبرة تواصله، ومسرة تغازله، ومجاملة كرائح القطر وغاديه، فلما انفصل، وحصل فيما حصل، تذكر بعد برهة ذلك العيش ونور عمره قد صوح وغصن سنه قد دوح، فلم يجد إلا له طيبا، ولم يهصر غير فننه غصنا رطيبا، فكتب إلى ابن عبد العزيز، كامل مجزوء

راحت فصح بها السقيم ... ريح معطرة بالنسيم

مقبولة هبت قبوم ... لا فهي تعبق في الشميم

افضيض ميك أم بلن ... سية لرياها نميم

بلد حبيب افقه ... لفتى يحل به كريم

أيه أبا عبد الإل ... هـ نداء مغلوب العريم

أن عيل صبري من فرا ... قكم فالعذاب به أليم

أو أتبعتك حنينها ... نفسي فأنت لها قسيم

ذكري لعهدك كالسها ... د سرى فبرّح بالسليم

مهما ذممت فما زما ... ني لي في ذمامك بالذميم

زمن كمألوف الرضا ... ع يشوق ذكراه الفطيم

<<  <   >  >>