للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجهلت معنى الجود حتى زرته ... فقرأته في راحتيه مفسرا

فاح الثرى متعطراً بثنآئه ... حتى حسبنا كل ترب عنبرا

وتتوجت بالزهر صلع هضابه ... حتى ظننا كل هضب قيصرا

هصرت يدي غصن الندى الذي من كفه ... وجنت به روض السرور منورا

حسبي على الصنع الذي أولاه أن ... أسعى بجد أو أموت فاعذرا

يا أيها الملك الذي حاز المنى ... وجباه منه بمثل حمدي أنورا

السيف أفصح من زياد خطة ... في الحرب إن كانت يمينك منبرا

ما زلت تغني من عنى ك راجياً ... نيلا وتفني من عتا وتجبرا

حتى حللت من الرياسة محجرا ... رحبا وضمت منك طرفا أحورا

شقيت بسيفك أمه لم تعتقد ... إلا اليهود إن تسمت بربرا

أثمرت رمحك من رؤوس كماتهم ... لما رأيت الغصن يعشق مثمرا

وصبغت درعك من دماء ملوكهم ... لما علمت الحسن يلبس أحمرا

نمقتها وشيا بذكرك مذهبا ... وفتقتها مسكا بحمدك أذفرا

من ذا ينافحني وذكرك صندل ... أوردته من نار فكري مجمرا

فلئن وجدت نسيم حمدي عاطرا ... فلقد وجدت نسيم برك أعطرا

وإليها كالروض زارته الصبا ... وحنى عليه الطل حتى نورا

ولم يزل المعتمد يتحيل على صاحب شقورة في أخذ ابن عمار منه، ويعطيه ما شاء عوضاً عنه، ويفرط في ترفيعه، ويبسط ما أحب من شفاعته ويعد بتشفيعه، حتى استزله فيه، استنزله بفرط تحفيه، فدفعه إلى ثقاته، ولم يتق الله حق تقاته، وخسر دون مال أخذه عوضاً، غير أمال جعل أمرها إليه مفوضاً، وكان خرج منها والجيوش تحفه، وكأنه مهدي والدنيا تزفه، فعجب الناس مما كان بين وردة وصدره، وتعوذوا بالله من سوء قدره ولم يزل يتوسل إليه بذممه، ويناشده الله في حقن دمه، ويستعطفه بكل مقال حر، ويتحفه منه بأنفس در، فلنم يصح إلى رقاه، وجرعه الحمام وسقاه، والموت لا يتوسل إليه، ولا يستشفع لديه. كامل

وإذا المنية أنشبت أظفارها ... وألفيت كل تميمة لا تنفع

<<  <   >  >>