للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودم المعتمد بعد موته، وأسف أسفاً لا يجدي على فوته، حين سبق السيف العذل، وقد يكون مع المستعجل الزلل، ومن بديع استعطافه، ومليح استلطافه، الذي يلين له الحديد، والخطب الشديد، قوله. طويل

سجاياك إن عافيت أندى وأسمح ... وعذرك أن عاقبت أجلى وأوضح

وإن كان بين الخطتين مزية ... فأنت إلى الأدنى من الله أجنح

حنانيك في أخذي برأيك لا تطع ... عداتي وإن أثنوا علي وأفصحوا

وماذا عسى الأعداء أن يتزيدوا ... سوى أن ذنبي واضح متصحح

نعم لي ذنب غير أن حمله ... صفات يزول الذنب عنها فيفسح

وإن رجائي أن عندك غير ما ... يخوض عدوي اليوم فيه ويمرح

ولم لا وقد أسفلت وداً وخدمةً ... يكران لفي ليل الخطايا فيصبح

وهبني وقد أعقبت أعمال مفسد ... أما تفسد الأعمال ثمة تصليح

أقلني بما بيني وبينك من رضى ... له نحو روح الله باب مفتح

وعف على أثار جرم جنيته ... بهبة رحمى منك تمحو وتصفح

ولا تلتفت رأي الوشاة وقولهم ... فكل أناء بالذي فيه يرشح

سيأتيك في أمري حديث وقد أتى ... بزور بني عبد العزيز موشح

وما ذاك إلا ما علمت فأنني ... إذا تبت لا أنفك آسو وأجرح

تخيلتهم لا در لله درهم ... أشاروا تجاهي بالشمات وصرحوا

وقلوا سيجزيه لا در لله بفعله ... فقلت وقد يعفوا فلان ويصفح

ألا إن بطشاً للمؤيد يرتمي ... ولكن حلما للمؤيد أرجح

وبين ضلوعي من هواه تميمة ... ستنفع لو أن الحمام مجلح

سلام عليه كيف دار به الهوى ... إلي فيدنو أو علي فينزح

ويهنئه أن مت السلو فأنني=أموت ولي شوق إليه مبرح ذو الوزارتين القائد أبو عيسى بن لبون رحمه الله هو من راس وما شف، وكف جوده وما كف، وأعاد كأسد البدائع نافعا، ولم يصدر أملاً خافقاً، وكان مثير الرفد، كلفا بالوفد، وكانت عنده مشاهد، تزف فيها للمنى أبكار نواهد، أيام تطرق النوائب، ولم تشب صفوة الشوائب،

<<  <   >  >>