للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشهد بالله أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين كانت واحدة.

وأصرح من ذلك قوله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} (١) فهذا مرة بعد مرة. ولا ينقض هذا بقوله تعالى: {نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ} (٢) وقوله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين (٣) » . فإن المرتين هنا: هما: الضعفان، وهما المثلان، وهما مثلان في القدر، كقوله تعالى: {يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} (٤) وقوله تعالى: {فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ} (٥) أي: ضعف ما يعذب به غيرها، وضعف ما كانت تؤتي، ومن هذا قول أنس: «انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين (٦) » أي: شقتين وفرقتين، كما قال في اللفظ الآخر: «انشق القمر فلقتين (٧) » وهذا أمر معلوم قطعا: أنه إنما انشق القمر مرة واحدة، والفرق معلوم بين ما يكون مرتين في الزمان وبين ما يكون مثلين وجزءين ومرتين في المضاعفة، فالثاني يتصور فيه اجتماع المرتين في آن واحد، والأول لا يتصور فيه ذلك.

ومما يدل على أن الله لم يشرع الثلاث جملة، أنه قال: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} (٨) إلى أن قال: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا} (٩) فهذا يدل على أن كل طلاق بعد الدخول، فالمطلق


(١) سورة التوبة الآية ١٠١
(٢) سورة الأحزاب الآية ٣١
(٣) صحيح البخاري الجهاد والسير (٣٠١١) ، صحيح مسلم الإيمان (١٥٤) ، سنن الترمذي النكاح (١١١٦) ، سنن النسائي النكاح (٣٣٤٤) ، سنن ابن ماجه النكاح (١٩٥٦) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/٤٠٥) ، سنن الدارمي النكاح (٢٢٤٤) .
(٤) سورة الأحزاب الآية ٣٠
(٥) سورة البقرة الآية ٢٦٥
(٦) صحيح مسلم صفة القيامة والجنة والنار (٢٨٠٢) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٢٨٦) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٢٧٥) .
(٧) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٨٦٤) ، صحيح مسلم صفة القيامة والجنة والنار (٢٨٠١) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٢٨٥) ، مسند أحمد بن حنبل (١/٤٤٧) .
(٨) سورة البقرة الآية ٢٢٨
(٩) سورة البقرة الآية ٢٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>