للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمثل ما أخذوا به إلا أنه لا يتعين في الاتباع لهم أعيان بدعهم، بل قد تتبعها في أعيانها وتتبعها في أشباهها، فالذي يدل على الأول قوله: «لتتبعن سنن من كان قبلكم (١) » . . . الحديث، فإنه قال فيه: «حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموهم (٢) » .

والذي يدل على الثاني قوله: فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط، فقال عليه السلام: «هذا كما قالت بنو إسرائيل اجعل لنا إلها (٣) » . . . الحديث.

فإن اتخاذ ذات أنواط يشبه اتخاذ الآلهة من دون الله لا أنه هو بنفسه فلذلك لا يلزم الاعتبار بالمنصوص عليه ما لم ينص عليه مثله من كل وجه. والله أعلم (٤) ج- قال محمد رشيد رحمه الله:

لبس القلنسوة المعروفة بالبرنيطة - أو التشبه بالنصارى:

يسافر في كل سنة عدد عظيم من أمراء المصريين وحكامهم، ووجهائهم إلى أوربا فيلبسون فيها لبوس الإفرنج ويتزيون بزيهم لا يدعون منه شيئا على أن زي هؤلاء في الأغلب هو الزي الإفرنجي لا فرق إلا فيما يوضع على الرأس، فأكثر المصريين يتبعون حكامهم بلبس الطربوش الذي أخذه الترك عن الروم، وهم في أوربا يلبسون البرنيطة، لا فرق في ذلك بين الأمير والمأمور إلا أفرادا يعدهم الجمهور شذاذا، ويلومون بعضهم على محافظتهم على لبس الطربوش هناك، ويظن أكثر المسلمين أن لبس


(١) صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (٧٣٢٠) ، صحيح مسلم العلم (٢٦٦٩) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٨٤) .
(٢) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (٣٤٥٦) ، صحيح مسلم العلم (٢٦٦٩) ، مسند أحمد بن حنبل (٣/٨٤) .
(٣) سنن الترمذي الفتن (٢١٨٠) ، مسند أحمد بن حنبل (٥/٢١٨) .
(٤) [الاعتصام] (٢\٢٤٥، ٢٤٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>