للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوائل بعض السور كرموز لهذه المعرفة التي لا يستطيعها أي مخلوق ... وهو سبحانه الذي حفظ أسرار هذه الحروف لمدة أربعة عشر قرنا كمظهر من مظاهر استمرارية المعجزة القرآنية وخلودها ... إذ يشاء الخالق عز وجل أن يكون جيلنا هو الجيل الذي يطلع على أسرار هذه الحروف ... شاء سبحانه أن يكون هذا الزمان المادي هو الوقت الذي تنكشف فيه الدلائل المادية الملموسة الكامنة في هذه الحروف ...

ولكي ندرك مدى الإحكام في التوزيع الحسابي لحروف القرآن دعنا ندرس آية قصيرة من آيات (سورة ق) -على سبيل المثال- وهي الآية رقم (١٣) {وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ} (١) هذه آية قصيرة نقرأها ونمر بها عادة مر الكرام، ولكنها تحتوي معجزة قرآنية بينة، فإخوان لوط هؤلاء مذكورون في القرآن الكريم (١٢) مرة: في (سورة الأعراف) آية رقم (٨٠) ... في (سورة هود) الآيات (٧٠ و ٧٤ و ٨٩) ... في (سورة الحج) الآية رقم (٤٣) ... في (سورة الشعراء) آية (١٦٠) .. في (سورة النحل) آية (٥٤ و ٥٦) .. في (سورة العنكبوت) الآية (٢٨) ... في (سورة ص) آية رقم (١٣) ... في (سورة ق) الآية رقم (١٣) ... وفي (سورة القمر) آية رقم (٣٣) .. ونجد أن هؤلاء الناس الذين كذبوا لوطا يسمون في القرآن دائما: قوم لوط، هذا هو الاستثناء الوحيد، نراهم يسمون: (قوم لوط ... قوم لوط ... قوم لوط) ... ما عدا في (سورة ق) فإنهم يسمون: {وَإِخْوَانُ لُوطٍ} (٢) وتستيطعون طبعا أن تتخيلوا ما يحدث لعدد مكررات الحرف (ق) في (سورة ق) لو أن التعبير قوم لوط استعمل بدلا من (إخوان لوط) ... طبعا سيزداد عدد الحرف (ق) ويصبح


(١) سورة ق الآية ١٣
(٢) سورة ق الآية ١٣

<<  <  ج: ص:  >  >>