قال أبو عمرو: فهذا جميع ما انتهى إلينا بالروايات من الاختلاف بين مصاحف أهل الأمصار، وقد مضى من ذلك حروف كثيرة في الأبواب المتقدمة والقطع عندنا على كيفية ذلك في مصاحف أهل الأمصار على قراءة أئمتهم غير جائز إلا برواية صحيحة عن مصاحفهم بذلك إذ قراءتهم في كثير من ذلك قد تكون على غير مرسوم مصحفهم، ألا ترى أن أبا عمرو قرأ (يا عبادي لا خوف عليكم)(١٦٨) في (الزخرف) بالياء، وهو في مصاحف أهل البصرة بغير ياء؟ ! فسئل عن ذلك فقال: إني رأيته في مصاحف أهل المدينة بالياء فترك ما في مصحف أهل بلده، واتبع في ذلك مصاحف أهل المدينة.
وكذلك قراءته في (الحجرات)(لا يألتكم من أعمالكم شيئا)(١٤) بالهمزة التي صورتها ألف وذلك مرسوم في جميع المصاحف بغير ألف.
وكذلك قراءته أيضا في (المنافقون)(وأكون من الصالحين)(١٠) بالواو والنصب، وذلك في كل المصاحف بغير واو مع الجزم، قال أبو عبيد: وكذا رأيته في الإمام قال: واتفقت على ذلك المصاحف.
وكذلك أيضا قراءته في (المرسلات)(وإذا الرسل وقتت)(١١) بالواو من الوقت، وذلك في الإمام، وفي كل المصاحف بالألف، وكذلك قراءته.
وقراءة ابن كثير في (البقرة)(أو ننسأها)(١٠٦) بهمزة ساكنة بين السين والهاء وصورتها ألف، وليست كذلك في مصاحف أهل مكة ولا في غيرها
وكذلك قراءة ابن عامر وعاصم من رواية حفص بن سليمان في (الزخرف)(قال أولو جئتكم)(٢٤) بالألف، ولا خبر عندنا إن ذلك