وترى أن الآيات الأخيرة فيها بيان جزء من أحكام الصوم، ولا تعد قصيرة، بل طويلة، ومن الآيات الطويلة بعض آيات القصص، ومن ذلك قوله تعالى في قصة بني إسرائيل:{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}[البقرة: ٦١] .
وإنا إذ نقول أن بعض الآيات فيها طول، وبعض الآيات الكريمات فيها قصر، ليس معناه أنَّ ما فيه طول هو من قبيل التطويل في الكلام، بل هو من قبيل الإطناب الذي لا تجد فيه كلمة زائدة، ولا تجد فيه عبارة ليس ثمة حاجة إليها، بل إن الآية التي يكون فيها تطويل قد تجيء في جملة ما هو من قبيل إيجاز القصر مثل قوله تعالى في ثناء آية الصوم الطويلة:{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} كما ذكرنا آنفًا.
وليس المراد بالطويل، أن تكون الألفاظ أكثر من المعاني، بل المراد ما لا يتجاوز حد الإطناب البليغ المستحسن، فالمعاني مع الألفاظ متكافئة، وربما كان فيها إيجاز لا