الحقيقة الثالثة: أن آدم نزل هذه الأرض، وقد تلا كلمات الله تعالى ليكون مثالًا للفضيلة، ويستمسك بها، ولكن كان معه في الأرض إبليس يغري ذرية آدم، ويغويها، كما قال تعالى عنه:{فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}[ص: ٨٢، ٨٣] .
هذا بيان الله تعالى في ابتداء خلق الإنسان.
ولقد بيِّنَ سبحانه من بعد ذلك خلق الإنسان بالتناسل، فقال تعالى:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}[المؤمنون: ١٢- ١٤] .