للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينظرون، فرفعت المرأة رأسها، فألقى الهدهد الكتاب في حجرها، فلما رأت الكتاب ورأت الخاتم رعدت وخضعت وخضع من معها من الجنود، لأن ملك سليمان- عليه السلام- كان في خاتمه فعرفوا أن الذي أرسل هذا الطير أعظم ملكا من ملكها، فقالت: إن ملكا رسله الطير، إن ذلك الملك لملك عظيم، فقرأت هي الكتاب، وكانت عربية من قوم تبع بن أبي شراحيل الحميري وقومها من قوم تبع وهم عرب فأخبرتهم بما في الكتاب ولم يكن فيه شيء غير: «إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ» ألا تعظموا علي «وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ» .

قال أبو صالح: ويقال مختوم «١» ف قالَتْ المرأة لهم: يا أَيُّهَا الْمَلَأُ يعني الأشراف إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ- ٢٩- يعني كتاب حسن إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- ٣٠- أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ- ٣١- ثم قالت إن يكن «٢» هذا الملك يقاتل على الدنيا فإنا نمده بما أراد من الدنيا، وإن يكن يقاتل لربه فإنه لا يطلب الدنيا ولا يريدها ولا يقبل منا شيئا غير الإسلام، ثم استشارتهم «٣» ف قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ يعنى الأشراف، وهم: ثلاثمائة وثلاثة عشر قائدا مع كل قائد مائةُ ألفٍ وهم أهل مشورتها فقالت لهم: أَفْتُونِي فِي أَمْرِي من هذا مَا كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ


(١) من أوحدها. والمعنى ويقال إن الكتاب كان مختوما.
(٢) فى أ: إن يكن. وفى حاشية أ: فى الأصل إن يكون، وفى ز: إن كان.
(٣) فى ل: استشارتهم، وهي ساقطة من ز، وفى أ: ثم استبانتهم. وفى حاشية أ: صورة ما فى الأصل ثم استئابهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>