للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخت عبد الله بن جحش. وذلك

أن النبي- صلى الله عليه وسلم- خطب زينب بنت جحش على زيد بن حارثة. وزينب هي بنت عمة النبي- صلى الله عليه وسلم- وهي بنت أميمة بنت عبد المطلب فكره عبد الله أن يزوجها من زيد وكان زيد أعرابيا في الجاهلية مولى في الإسلام وكان أصابه النبي- صلى الله عليه وسلم- من سبي أهل الجاهلية فأعتقه وتبناه «١» . فقالت زينب: لا أرضاه لنفسي وأنا أتم نساء قريش. وكانت جميلة بيضاء، فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:

لقَدْ رضيته لك، فأنزل الله- عز وجل- «وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ»

- يعنى عبد الله ابن جحش «وَلا مُؤْمِنَةٍ» يعني زينب إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وذلك

أن زيد بن حارثة الكلبي قال: يا نبى الله،


(١) كان زيد حرا ثم أخذ ظلما وبيع على أنه عبد وقد اشترته السيدة خديجه ثم وهبته للنبي- صلّى الله عليه وسلّم- كان زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي يسير مع أمه سعدى الطائية متوجهين مع قافلة إلى ديار بنى طيئ لزيارة أهلها. وكان زيد فى سن الثامنة إذ طلعت عليه وعلى من معه خيل بنى القين من جسر فاستولت عليهم ووقع أسيرا فحملوه إلى مكة ليبتاعوه فى سوقها ورآه حكيم بن حزام بن خويلد فاشتراه لعمته خديجة بنت خويلد بأربعمائة درهم. وقد أكرمته خديجة- رضى الله عنها- وبعد زواجها من النبي- صلّى الله عليه وسلّم- وهبته له، ولما علم والده به حضر إلى النبي- صلّى الله عليه وسلّم- ورغب فى أخذ زيد وطلب من النبي أن ييسر عليه فى الفداء وأن يخفف عنه فى العوض الذي سيأخذه بدلا من زيد.
فقال له النبي: لا عوض ولا فداء، إن قبل زيد أن يعود معك فليعد ولتأخذه سالما فانما بلا عوض، وإن آثر الإقامة معى فأنا لا أرفضه.
ولكن زيدا آثر الحياة مع رسول الله تقديرا لعطفه ورعايته وجلاله وبركته، فأخذ النبي- صلّى الله عليه وسلّم- بيد زيد وذهب إلى المسجد وقال: أيها الناس اشهدوا أن زيد بن حارثة ابني ويرثني فأصبح يلقب زيد بن محمد بعد أن تبناه النبي- صلّى الله عليه وسلّم- ثم أراد الله أن يبطل عادة التبني وأن يبطل تحريم زوجة المتبنى على الأب، لأن الدعي ليس كالابن وتحت إرادة الله فتزوج من زينب ثم طلقها وأمر الله رسوله أن يتزوجها «لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً» «وانظر حياة محمد للأستاذ محمد حسين هيكل الطبعة التاسعة ص ٣٢٢ وما بعدها» .
«وانظر زيد بن حارثة لمحمد على قطب قصص الصحابة للأطفال طبع المختار الإسلامى» .

<<  <  ج: ص:  >  >>