للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اخطب عليّ» فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- ومن يعجبك من النساء؟ فقال زينب بنت جحش. فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لقَدْ أصبت أن لا نألو غير الحسن والجمال، وما أذادها بفعل أنها أكرم من ذلك نفسا، فقال زيد: يا نبي الله، إنك إذا كلمتها، وتقول إن زيدا أكرم الناس علي «١» فإن هذه امرأة حسناء «٢» وأخشى أن تردني فذلك أعظم في نفسي من كل شيء. وعمد «٣» زيد إلى علي- رضي الله عنه- فحمله على أن يكلم النبي- صلى الله عليه وسلم-، فقال له زيد انطلق إلى النبي فإنه لن يعصيك. فانطلق عليّ معه إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فإني فاعل وإني مرسلك يا علي إلى أهلها فتكلمهم فرجع على النبي- صلى الله عليه وسلم- إني قد رضيته لكم وأقضي أن تنكحوه فأنكحوه.

وساق إليهم عشرة «٤» دنانير وستين درهما وخمارا وملحفة ودرعا وإزارا وخمسين مدا من طعام وعشرة «٥» أمداد من تمر أعطاه النبي- صلى الله عليه وسلم- ذلك كله ودخل بها زيد فلم يلبث إلا يسيرا «٦» حتى شكا إلى النبي- صلّى الله عليه وسلّم-


(١) كان زيد من أحب الناس إلى رَسُول اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكان سيد اكبر الشأن جليل القدر. يقال له الحب ويقال لابنه أسامة الحب ابن الحب. قالت عائشة- رضى الله عنها-: «ما بعثه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في سرية إلا أمره عليهم، ولو عاش من بعده لاستخلفه. رواه الإمام أحمد.
وروى البزاز أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سئل أى أهلك أحب إليك؟ فقال- صلّى الله عليه وسلّم-: أسامة بن زيد بن حارثة الذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه» .
تفسير ابن كثير ٣/ ٤٩٠.
(٢) فى ا: لسناء.
(٣) فى ف، ا: فعمد، ولكن الواو أنسب هنا.
(٤) فى الأصل: عشر، ولكن الأنسب «عشرة» .
(٥) فى الأصل: عشر، ولكن الأنسب «عشرة» .
(٦) قال ابن كثير: «فمكثت عنده قريبا من سنة أو فوقها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>