للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يلقى منها فدخل النبي- صلى الله عليه وسلم- فوعظها فلما كلمها أعجبه حسنها وجمالها وظرفها «١» ، وكان أمرا قضاه الله- عز وجل- ثم رجع النبي- صلى الله عليه وسلم- وفي نفسه منها ما شاء الله- عز وجل- فكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يسأل زيدا بعد ذلك كيف هي معك؟ فيشكوها إليه فقال له النبي- صلى الله عليه وسلم-: اتق الله وأمسك عليك زوجك وَفِي قلبه غَيْر ذَلِكَ، فأنزل «٢» اللَّه- عَزَّ وجل- وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً- ٣٦- يعني بينا فلما نزلت هذه الآية جعل عبد الله بن جحش «٣» أمرها إلى النبي- صلى الله عليه وسلم-، وقالت زينب للنبي- صلى الله عليه وسلم-: قد جعلت أمري بيدك، يا رسول الله، فأنكحها النبي- صلى الله عليه وسلم- زيدا فمكثت عنده حينا، ثُمّ إن النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أتى زيدا فأبصر زينب قائمة، وكانت حسناء بيضاء من أتم نساء قريش فهويها النبي- صلّى الله عليه وسلّم- فقال:


(١) هذا كلام مرفوض لا يقبله العقل ولا يوافقه النقل:
إن إعجاب النبي- صلّى الله عليه وسلّم- بجمالها وظرفها كان يتأتى لو لم يكن رآها قبل ذلك. أما والحال أنها كانت بنت عمته وقد ربيت قريبا منه وراها صغيرة وناشئة. ولو شاء لتزوجها بكرا لم تمس، ولكنه خطبها لزيد مولاه. ثم أعلم الله نبيه أنها ستكون من أزواجه فلما أتاه زيد- رضى الله عنه- ليشكوها إليه قال له: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ» فقال له الله:
قد أخبرتك أنى مزوجكها « ... وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ... » سورة الأحزاب: ٣٧.
هذا ما روى عن ابن أبى حاتم وروى مثله عن السدى. قال ابن كثير: ٣/ ٤٩١ «وقد روى ابن جرير ها هنا آثارا عن بعض السلف- رضى الله عنهم- أحببنا أن نضرب عنها صفحا لعدم صحتها فلا نوردها.
(٢) هنا اضطراب فليس نزول هذه الآية متعلقا بما ذكره مقابل قبلها.
(٣) فى ف: جعل زيد، وهو خطا.

<<  <  ج: ص:  >  >>