للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشاء إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ يعني لعلامات لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ- ٥٢- يعني يصدقون بتوحيد الله- عز وجل- قُلْ يَا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ نزلت في مشركي مكة وذلك أن الله- عز وجل- أنزل في الفرقان «وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ ... » «١» الآية فقال وحشي مولى المطعم بن عدي بن نوفل:

إني قد فعلت هذه الخصال فكيف لي بالتوبة فنزلت فيه «إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً» «٢» فأسلم وحشي فقال مشركو «٣» مكة قد قبل من وحشي توبته، وقد نزل فيه ولم ينزل فينا فنزلت في مشركي مكة «يَا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ» يعني بالإسراف: الشرك والقتل والزنا فلا ذنب أعظم إسرافا من الشرك لا تَقْنَطُوا يقول لا تيأسوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ لأنهم ظنوا ألا توبة لهم إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً يعني الشرك والقتل والزنا الذي ذكر في سورة الفرقان إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ- ٥٣- لمن تاب منها ثم دعاهم إلى التوبة- فقال سبحانه-: وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ يقول وارجعوا من الذنوب إلى الله وَأَسْلِمُوا لَهُ يعني وأخلصوا له بالتوحيد، ثم خوفهم فقال: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ- ٥٤- يعني لا تمنعون من العذاب وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ من القرآن مِنْ رَبِّكُمْ يعني ما ذكر من الطاعة من الحلال والحرام مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً يعنى فجأة وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ- ٥٥- حين يفجؤكم من قبل أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى


(١) سورة الفرقان: ٦٨ وتمامها: «وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً» .
(٢) سورة الفرقان: ٧٠.
(٣) فى ا: مشركو، بالألف بعد الواو.

<<  <  ج: ص:  >  >>