للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الله- تعالى- أنا ربها فاعبدوني «١» وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى - ٥٠- بالعذاب، وذلك أن أهل عاد وثمود وأهل السواد وأهل الموصل وأهل العال كلها من ولد «إرم «٢» » بن سام بن نوح- عليه السلام- فمن ثم قال «أَهْلَكَ عَادًا الْأُولى» يعنى قوم هود بالعذاب.

وَأهلك ثَمُودَ بالعذاب فَما أَبْقى - ٥١- منهم أحد وَأهلك قَوْمَ نُوحٍ بالغرق مِنْ قَبْلُ هلاك عاد وثمود إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى - ٥٢- من عاد وثمود وذلك أن نوحا دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عاما فلم يجيبوه، حتى إن الرجل منهم كان يأخذ بيد ابنه فينطلق به إلى نوح- عليه السلام- فيقول له: احذر هذا، فإنه كذاب، فإن أبي قد مشى بي إلى هذا وأنا مثلك، فحذرني منه فاحذره فيموت الكبير على الكفر وينشؤ الصغير على وصية أبيه، فنشأ قرن بعد قرن على الكفر، هم كانوا أظلم وأطغى فبقي من نسلهم، بعد عاد أهل السواد، وأهل الجزيرة، وأهل العال، فمن ثم قال: «عاداً الْأُولى» ، ثم قال: وَأهلك الْمُؤْتَفِكَةَ يعني الكذبة أَهْوى - ٥٣- يعني «قرى «٣» » قوم لوط، وذلك أن جبريل- عليه السلام- أدخل جناحه تحتها فرفعها إلى السماء حتى «سمعت «٤» » ملائكة سماء الدنيا أصوات الديكة، ونباح الكلاب، ثم قلبها فهوت من السماء إلى الأرض مقلوبة قال: فَغَشَّاها ما غَشَّى


(١) وبذلك تعرف مر قوله- تعالى- «وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى» مع أنه فى الحقيقة رب كل شيء، ولكن لما كان بعض الأعراب يعبدونها خصها بالذكر ليبين لهم أنه هو ربها وخالفها، فالعبادة له لا لما خلقه بقدرته.
(٢) فى أ: «آدم» ، وفى ف: «إرم» .
(٣) فى أ، ف: «قريات لوط» .
(٤) فى أ، ف: «سمع» ، والأنسب: «سمعت» .

<<  <  ج: ص:  >  >>