للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦- والآية ٣ من سورة المائدة هي:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ....

وقد ادعى مقاتل انها منسوخة بآية السيف فى سورة التوبة: ٥ وهذا عجيب ايضا لاختلاف الموضوعين، فالاولى تتعلق بافراد معينين قصدوا البيت الحرام فى زمن معين طلبا للثواب. والثانية تتعلق بالمشركين الذين نقضوا العهد.

٧- والآية ٤٢ من سورة المائدة هي قوله عز وجل:

سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ، فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ... الآية. وقد زعم مقاتل انها منسوخة بالآية ٤٩ من السورة نفسها وهي:

وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ ... الآية.

ولا معنى للنسخ، لان الثانية متممة للأولى، فهو مخير ان يحكم او يعرض، وإذا اختار الحكم حكم بما انزل الله، فالطلب منصب على القيد «٣٥» .

٨- والآية ١٥ من سورة الانعام هي:

قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ، وهي فى زعم مقاتل منسوخة بالآيات الاولى من سورة الفتح وهي: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً. لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ... ، والمراد بالمعصية فى الآية الاولى الإشراك بالله وما يؤدى الى هذا الإشراك من تبديل القرآن. والمغفرة فى سورة الفتح ليست للشرك، كيف وقد قال تعالى لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ. فلا تعارض ولا نسخ.

٩- والآية ٦١ من سورة الأنفال هي:

وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، نسختها عند مقاتل الآية التي فى محمد: ٣٥ فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ..، والحقيقة انه لا نسخ هناك، لان الاولى انما عنى بها بنو قريظة، والثانية قصد بها مشركو العرب. ومن ثم كان القول بالنسخ هنا لا دلالة عليه من كتاب ولا سنة ولا فطرة ولا عقل كما يقول الطبري «٣٦» .


(٣٥) اصول الفقه للخضري: ٢٨٠.
(٣٦) تفسير الطبري: ١٤/ ٤٢- ٤٣. والنسخ فى القرآن: ٢/ ٥٦٥- ٥٦٦ فقرة ٧٨٥ وما بعدها

<<  <  ج: ص:  >  >>