للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن كان من أسارى بدر وليس له فدى فإنه يدفع إليه عشرة غلمان يعلمهم الكتاب «١» فإذا حذقوا برئ الأسير من الفداء وكان أهل مكة يكتبون وأهل المدينة لا يكتبون.

وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- قد استشار أصحابه في أسارى بدر فقال عمر بن الخطاب للنبي- صلى الله عليه وسلم-: اقتلهم فإنهم رءوس الكفر وأئمة الضلال. وقال أبو بكر: لا تقتلهم فقد شفى الله الصدور وقتل المشركين وهزمهم فآدهم «٢» أنفسهم وليكن «٣» ما نأخذ منهم في قوة المسلمين وعونا «٤» على حرب المشركين وعسى الله أن يجعلهم أعوانا لأهل الإسلام فيسلموا. فأعجب النبي- صلى الله عليه وسلم- بقول أبي بكر الصديق «وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- رحيما، وأبو بكر أيضا رحيما، وكان عمر ماضيا «٥» » فأخذ النبي- صلى الله عليه وسلم- بقول أبي بكر: ففاداهم فأنزل الله- عز وجل- «توفيقا «٦» » لقول عمر «مَا كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ» فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- لعمر: احمد الله إن ربك واتاك على قولك. فقال عمر: الحمد لله الذي واتاني على قولي «٧» في أسارى بدر.

وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: لو نزل عذاب من السماء ما نجا منا أحد


(١) المراد: الكتابة.
(٢) فى أ: فآدهم، ل: وأدى. ومعنى فآدهم اقبل منهم دية أنفسهم.
(٣) فى أ: وليكون، ل: وليكن.
(٤) فى أ: وعون، ل: وعونا.
(٥) ما بين القوسين « ... » زيادة من: ل، وليست فى: أ.
(٦) «توفيقا» : زيادة من: ل، وليست فى: أ.
(٧) فى السطرين السابقين اضطراب فى أ، ل. والقصة فى كتب السيرة، وهي فى كتاب أسباب النزول للواحدي بعدة روايات طوال فى: ١٣٦، ١٣٧، ١٣٨. وفى لباب النقول للسيوطي. تفسير مقاتل- ٩

<<  <  ج: ص:  >  >>