للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه وسلم- من أهل مكة، فقال: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ نظيرها في «حم» الزخرف: «أَمْ أَنَا خَيْرٌ» يعني بل أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ «١» .

«افْتَراهُ» قالوا: محمد يقول هذا القرآن من تلقاء نفسه وليس من الله قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ يعني تقولته من تلقاء نفسي فَعَلَيَّ إِجْرامِي فعلي خطيئتي بافترائي على الله وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ- ٣٥- يعنى برئ من خطاياكم يعني كفركم بالله- عز وجل-، ثم ذكر نوحا فقال: وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ يعني إلا من صدق بتوحيد الله فَلا تَبْتَئِسْ يعني فلا تحزن بِما كانُوا يَفْعَلُونَ- ٣٦- يعني بكفرهم بالله- عز وجل- وَاصْنَعِ الْفُلْكَ يعني السفينة واعمل فيها بِأَعْيُنِنا يعني بعلمنا وَوَحْيِنا كما نأمرك فعملها نوح فى أربعمائة سنة وكانت السفينة من ساج وَلا تُخاطِبْنِي يقول ولا تراجعني فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا يعني الذين أشركوا وهو ابنه كنعان بن نوح فإنه من الذين ظلموا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ- ٣٧- لقول نوح رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ «٢» وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ يعني يعمل فيها وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ يعني كلما أتى عليه مَلَأٌ يعني أشراف مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ حين يزعم أنه يصنع بيتا يسير على الماء ولم يكونوا رأوا سفينة قط قالَ لهم نوح: إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا لصنعنا «٣» السفينة فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ


(١) سورة الزخرف: ٥٢. [.....]
(٢) فى أ: يقول نوح: رَبِّ إِنَّ ابْنِي ... إلى ... الْحاكِمِينَ وهي الآية ٤٥ من سورة هود.
(٣) فى أ: لصنعتنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>