للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلقيت من إخوتي ما لقيت، وأحبتني امرأة العزيز فلقيت من حبها ما لقيت فلا حاجة لي في حب أحد إلا في إلهي الذي في السماء. قال: أخبرني من أنت؟

قال: أنا يوسف- نبي الله- ابن يعقوب- صفي الله- ابن إسحاق- ذبيح الله- ابن إبراهيم خليل الله. وكان يوسف في السجن يؤنس الحزين ويطمئن الخائف ويقوم على المريض ويعبر لهم الرؤيا ورقى إلى الملك أن غلامه الخباز يريد أن يجعل في طعامه سما ورقى إليه في غلامه الساقي مثل ذلك فذلك قوله: وَدَخَلَ مَعَهُ «السِّجْنَ «١» » فَتَيانِ الخباز والساقي اسم أحدهما شرهم أقم «٢» وهو الساقي، واسم الخباز شرهم أشم قالَ أَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي في المنام كأني أَعْصِرُ خَمْراً يعني عنبا قال كأني دخلت البستان فإذا فيه أصل كرم وعليه ثلاث عناقيد فكأني أعصرهن وأسقي الملك وَقالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِي رأيت في المنام «٣» كأني أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً ثلاث سلال وأعلاهن جفنة من خبز فوق رأسى مثل قوله: «فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ «٤» » ومثل قوله: «اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ» «٥» يعني أعلى الأرض تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ يقول أخبرنا بتفسير ما رأينا في المنام إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ- ٣٦- وكان إحسانه في السجن أنه كان يعود مرضاهم [١٨١ ب] ويداويهم ويعزي مكروبهم ورآه متعبدا لربه فهذا إحسانه قالَ


(١) ساقط من الأصل.
(٢) هكذا فى أ، ل.
(٣) مكررة فى: أ.
(٤) سورة الأنفال: ١٢.
(٥) سورة إبراهيم: ٢٦. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>