للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني المستقيم وغيره من الأديان ليس بمستقيم وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ يعني أهل مصر لا يَعْلَمُونَ- ٤٠- بتوحيد ربهم يَا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وهو الساقي قال له يوسف: تكون في السجن ثلاثة أيام ثم تخرج فتكون على عملك فتسقي سيدك خمرا وَأَمَّا الْآخَرُ وهو الخباز فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ واسمه شرهم أشم، قال له يوسف:

تكون في السجن ثلاثة أيام ثم تخرج فتصلب فتأكل الطير من رأسك فكره الخباز تعبير رؤياه، فقال: ما رأيت شيئا إنما كنت ألعب. فقال له يوسف:

قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ- ٤١- يقول رأيتما أو لم تريا فقد وقع بكما ما عبرت لكما وَقالَ يوسف: لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا من القتل إضمار وهو الساقي اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ يعني سيدك فإنه يسرني أن يخرجني من السجن، يقول الله: فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ يعني يوسف دعاء ربه «فلم يدع يوسف ربه الذي في السماء «١» » ليخرجه من السجن واستغاث بعبد مثله يعني الملك فأقره الله في السجن عقوبة حين رجا أن يخرجه غير الله- عز وجل- فذلك قوله: فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ- ٤٢- يعني خمس سنين حتى رأى الملك الرؤيا وكان في السجن قبل ذلك سبع سنين وعوقب ببضع سنين يعني خمس سنين فكان فى السجن اثنتا عشرة سنة فذلك قوله [١٨٢ ا] : «ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ

«٢» »

وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: لو أن يوسف ذكر ربه ولم يستغث بالملك لم يلبث فى السجن بضع


(١) من: ل.
(٢) سورة يوسف: ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>