للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلِكَ لِيَعْلَمَ يقول هذا ليعلم سيده أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ في أهله ولم أخالفه فيهن «١» وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ- ٥٢- يعني لا يصلح عمل الزناة يقول يخذلهم فلا يعصمهم من الزنا، فأتاه الملك- وهو جبريل- بالبرهان الذي رأى فقال ليوسف: أين ما هممت به أولا حين حللت سراويلك وجلست بين رجليها؟ فلما ذكر الملك ذلك قال عند ذلك: وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي يعني قلبي من الهم لقد هممت بها إِنَّ النَّفْسَ يعني القلب لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ للجسد «٢» يعني بالإثم، ثم استثنى فقال: إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي يعني إلا ما عصم ربي فلا تأمر بالسوء إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ لما هم به من المعصية رَحِيمٌ- ٥٣- به حين عصمه وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي يعني أتخذه فَلَمَّا أتاه يوسف وكَلَّمَهُ «٣» أي كلم الملك قالَ ليوسف: إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ يقول عندنا وجيه أَمِينٌ- ٥٤- على ما وكلت به كقوله: عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ «٤» ثم قالَ يوسف للملك: اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ بمصر إِنِّي حَفِيظٌ لما وكلتني به عَلِيمٌ- ٥٥- يعني عالم بلغة الناس كلها.

قَالَ مُقَاتِلُ: قَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: لو قال: «إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ» إن شاء الله- لملك من يومه ذلك.

وقال ابن عباس: لبث بعد ذلك سنة ونصفا ثم ملك أرض مصر.

وقال مُقَاتِلُ:

قَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عجبت من صبر يوسف، وكرمه، والله يغفر


(١) فى ل: فيهن، ا: فيهم. [.....]
(٢) فى ل: الجسد، ا: للجسد.
(٣) «كَلَّمَهُ» : ساقطة من: ا: ل.
(٤) سورة التكوير: ٢٠ وتمامها «ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>