للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً «١» » وهذا من كلام العرب يعني إلا أمرا شجر في نفس يعقوب وَإِنَّهُ يعني أباهم لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ لأن الله- تعالى- علمه أنه لا يصيب بنيه إلا ما قضى الله عليهم وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ- ٦٨- وَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَخاهُ يعني ضم إليه أخاه قالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ- ٦٩- يقول فلا تحزن بما سرقوك، وجاءوا بالدراهم التي كانت في أوعيتهم فردوها إلى يوسف- عليه السلام- فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ يقول فلما قضى في أمر الطعام حاجتهم جَعَلَ السِّقايَةَ وهي الإناء الذي يشرب به الملك فِي رَحْلِ أَخِيهِ بنيامين ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ يعني نادى مناد، اسمه بعرايم بن بربري، من فتيان يوسف:

أَيَّتُهَا الْعِيرُ يعني الرفقة إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ- ٧٠- فانقطعت ظهورهم وساء ظنهم ف قالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ فيها تقديم «٢» يقول وأقبلوا على المنادي ثم قالوا: مَاذَا تَفْقِدُونَ- ٧١- قالُوا «٣» المنادي «ومن معه» لإخوة يوسف: نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ يعني إناء الملك وكان يكال به كفعل أهل العساكر وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ يعنى وقر بعير وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ- ٧٢- يعني به كفيل، فرد الإخوة القول على المنادي قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ يعني أرض مصر بالمعاصي وَما كُنَّا سارِقِينَ


(١) سورة الحشر: ٩ وتمامها «وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» . [.....]
(٢) أى أن الإقبال على المنادى كان مقدما على القول، وهذا معنى فيها تقديم.
(٣) فى أ: «قال» المنادى. وفى حاشية أ: قالوا. وفى ل. قال. ثم صلحت إلى «قالوا» المنادى.

<<  <  ج: ص:  >  >>