للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فى إزالة صفرته. ليتضوّا. واستعمال الحواشىّ فى الدر أيضا خطأ؛ ولو قال نواحيه، لكان أجود، والحاشية للبرد والثوب، فأما حاشية الدرّ فغير معروف، وفيها:

وجرّت على الأيدى مجسة جسمه ... كذلك موج البحر ملتهب الوقد

وهذا غلط؛ لأنّ البحر غير ملتهب الموج ولا متقّد الماء، ولو كان متقّدا أو ملتهبا لما أمكن ركوبه؛ وإنما أراد أن يعظّم أمر الممدوح فجاء بما لا يعرف.

وفيها:

ولست ترى شوك القتادة خائفا ... سموم رياح القادحات من الزّند

وهذا خطأ؛ لأنه شبّه العليل بشوك القتاد على صلابته على شدّة العلّة، وزعم أنّ شوك القتاد لا يخاف النّار التى تقدح بالزّناد. وقد علمنا أنّ النار تفلق الصّخر وتلين الحديد؛ فكيف يسلم منها القتاد؟ وليس لذكر السّموم والرياح أيضا فى هذا البيت فائدة ولا موقع.

ولما مات المتوكل أنشد رجل جماعة «١» :

مات الخليفة أيّها الثّقلان

فقالوا: جيّد؛ نعى الخليفة إلى الجنّ والإنس فى نصف بيت، فقال:

فكأننى أفطرت فى رمضان

فضحكوا منه.

ونورد هاهنا جملة نتمّم بها معانى هذا الباب:

ينبغى أن تعرف أن أجود الوصف ما يستوعب أكثر معانى الموصوف، حتى كأنه يصوّر الموصوف لك فتراه نصب عينك، وذلك مثل قول الشماخ فى نبالة «٢» :

خلت «٣» غير آثار الأراجيل ترتمى ... تقعقع فى الآباط منها وفاضها

<<  <   >  >>