والاستثناء على ضربين؛ فالضرب الأول هو أن تأتى معنى تريد توكيده والزيادة فيه فتستثنى بغيره؛ فتكون الزيادة التى قصدتها، والتوكيد الذى توخيته فى استثنائك؛
[مثال الضرب الأول]
كما أخبرنا أبو أحمد، قال: أخبرنى أبو عمر الزاهد، قال: قال أبو العباس: قال ابن سلام، لجندل بن جابر الفزارى «١» :
فتى كملت أخلاقه غير أنّه ... جواد فما يبقى من المال باقيا
فتى كان فيه ما يسرّ صديقه ... على أنّ فيه ما يسوء الأعاديا
فقال هذا استثناء، فتبين هذا الاستثناء لهم؛ كما قال النابغة «٢» :
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم ... بهنّ فلول من قراع الكتائب
ومثله قول أبى تمام «٣» :
تنصّل ربّها من غير جرم ... إليك سوى النصيحة فى الوداد
وقلت:
[الضرب الآخر ومثاله]
ولا عيب فيه غير أن ذوى الندى ... خساس إذا قيسوا به ولئام
والضرب الآخر استقصاء المعنى والتحرز من دخول النقصان فيه، مثل قول طرفة «٤» :
فسقى ديارك غير مفسدها ... صوب الربيع وديمة تهمى
وقول الآخر:
فلا تبعدن إلا من السوء إننى ... إليك وإن شطّت بك الدار نازع