للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كنت لى فى صدر يومى صديقا ... فعلى عهدك أمسيت أم لا

وقال ابن الرومى:

يا ثقيلا على القلوب خفيفا ... فى الموازين دون وزن النقير

طر مخيفا أو قع مقيتا فطو ... را كسفاة وتارة كثبير «١»

وقبول النفوس إياك عندى ... آية فيك للّطيف الخبير

إن قوما أصبحت تنفق فيهم ... لعلى غاية من التسخير

ومن الناس من يكره الإفراط الشديد ويعيبه؛ وإذا تحرز المبالغ واستظهر فأورد شرطا، أو جاء- بكاد- وما يجرى مجراها يسلم من العيب؛ وذلك مثل قول الأول «٢» :

لو كنت من شىء سوى بشر ... كنت المنوّر ليلة البدر

وقول العرجى:

لو كان حيّا قبلهنّ ظعائنا ... حيا الحطيم وجوههنّ وزمزم

وقول الأسدى:

فلو قاتل الموت امرؤ عن حميمه ... لقاتلت جهدى سكرة الموت عن معن

فتى لا يقول الموت من وقعة به ... لك ابنك خذه ليس من حاجتى دعنى

وقول الآخر:

لو كان يخفى على الرّحمن خافية ... من خلقه خفيت عنه بنو أسد

قوم أقام بدار الذلّ أو لهم ... كما أقامت عليه جذمة الوتد

وقول البحترى «٣» :

ولو أن مشتاقا تكلّف غير ما «٤» ... فى وسعه لسعى إليك المنبر

[من عيوب الغلو]

ومن عيوب هذا الباب أن يخرج فيه إلى المحال، ويشوبه بسوء الاستعارة، وقبيح العبارة؛ كقول أبى نواس فى الخمر:

<<  <   >  >>