فأول ما ينبغى أن تعلمه أنك إذا قدمت ألفاظا تقتضى جوابا فالمرضىّ أن تأتى بتلك الألفاظ بالجواب، ولا تنتقل عنها إلى غيرها مما هو فى معناها، كقول الله تعالى:
وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها
. وكتب بعض الكتاب فى خلاف ذلك: من اقترف ذنبا عامدا، أو اكتسب جرما قاصدا لزمه ما جناه، وحاق به ما توخّاه.
والأحسن أن يقول: لزمه ما اقترف، وحاق به ما اكتسب. وهذا يدلك على أن لردّ الأعجاز على الصدور موقعا جليلا من البلاغة، وله فى المنظوم خاصة محلا خطيرا.
[اقسامه]
وهو ينقسم أقساما؛ منها ما يوافق آخر كلمة فى البيت آخر كلمة فى النصف الأول؛ مثل قول الأول:
تلقى إذا ما الأمر كان عرمرما ... فى جيش رأى لا يفلّ عرمرم
وقال عنترة «١» :
فأجبتها إنّ المنية منهل ... لابد أن أسقى بذاك المنهل
وقال جرير «٢» :
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا ... أبشر بطول سلامة يا مربع
وقال المخبل:
وينفس فيما أورثتنى أوائلى ... ويرغب عما أورثته أوائله