التقسيم الصحيح: أن تقسّم الكلام قسمة مستوية تحتوى على جميع أنواعه، ولا يخرج منها جنس من أجناسه؛ فمن ذلك قول الله تعالى: هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً
، وهذا أحسن تقسيم؛ لأنّ الناس عند رؤية البرق بين خائف وطامع، ليس فيهم ثالث.
ومن القسمة الصحيحة قول أعرابى لبعضهم: النعم ثلاث؛ نعمة فى حال كونها، ونعمة ترجى مستقبلة، ونعمة تأتى غير محتسبة؛ فأبقى الله عليك ما أنت فيه، وحقق ظنك فيما ترتجيه، وتفضل عليك بما لم تحتسبه، فليس فى أقسام النعم التى يقع الانتفاع بها قسم رابع سوى هذه الأقسام.
ووقف أعرابى على مجلس الحسن، فقال: رحم الله عبدا أعطى من سعة، أو آسى من كفاف، أو آثر من قلّة. فقال الحسن: ما ترك لأحد عذرا؛ فانصرف الأعرابى بخير كثير.
وقول إبراهيم بن العباس: وقسم الله تعالى عدوه أقساما ثلاثة؛ روحا معجّلة إلى عذاب الله، وجثة منصوبة لأولياء الله، ورأسا منقولا إلى دار خلافة الله. ليس لهذه الأقسام رابع أيضا؛ فهى فى نهاية الصحة.
ومن المنظوم قول نصيب «١» :
فقال فريق القوم. لا، وفريقهم ... نعم، وفريق لا يمن الله ما ندرى