إلا إنّنى بال على جمل بال ... يسوق بنا بال ويتبعنا بال
وليس هذا من التعطف على الأصل الذى أصّلوه؛ وذلك أن الألفاظ المكررة فى هذا البيت على معنى واحد يجمعها البلى فلا اختلاف بينها، وإنما صار كل واحد منها صفة لشىء، فاختلفت لهذه الجهة لا من جهة اختلافها فى معانيها؛ وكذلك قول الآخر «١» :
عود على عود على عود خلق «٢»
وإنما التعطف على أصلهم، كقول الشماخ «٣» :
كادت تساقطنى والرّحل إذ نطقت ... حمامة فدعت ساقا على ساق
أى دعت حمامة، وهو- ذكر القمارى ويسمى الساق عندهم- على ساق شجرة؛ وقول الأفوه «٤» :
وأقطع الهوجل مستأنسا ... بهوجل عيرانة عنتريس «٥»
فالهوجل الأول: الأرض البعيدة الأطراف، والهوجل الثانى: الناقة العظيمة الخلق.
[مما يدخل فى التعطف]
ومما يدخل فى التعطف ما أنشدنا أبو أحمد، قال: أنشدنا أبو عبد الله المفجع، قال: أنشدنا أبو العباس ثعلب «٦» :