فإن أراد أن يذكر دارا فليذكرها كما ذكرها الخريمى:
ألا يادار دام «١» لك الحبور ... وساعدك الغضارة والسرور
وكما قال أشجع:
قصر عليه تحية وسلام ... نشرت عليه جمالها الأيام
[أحسن الابتداءات الجاهلية]
وقالوا: أحسن ابتداءات الجاهلية قول النابغة «٢» :
كلينى لهمّ يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطىء الكواكب
وأحسن مرثية جاهلية ابتداء قول أوس بن حجر «٣» :
أيّتها النفس أجملى جزعا ... إنّ الذى تحذرين قد وقعا
قالوا: وأحسن مرثية إسلامية ابتداء قول أبى تمام «٤» :
أصمّ بك الناعى وإن كان أسمعا ... وأصبح مغنى الجود بعدك بلقعا
وقول الآخر:
أنعى فتى الجود إلى الجود ... ما مثل من أنعى بموجود
أنعى فتى مصّ الثرى بعده ... بقية الماء من العود
وقد بكى امرؤ القيس واستبكى، ووقف واستوقف، وذكر الحبيب والمنزل فى نصف بيت، وهو قوله «٥» :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
فهو من أجود الابتداءات.
ومن أحكم ابتداءات العرب قول السموءل «٦» :
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكلّ رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها ... فليس إلى حسن الثناء سبيل
(٢٨- الصناعتين)