للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الخامس والعشرون فى جمع المؤتلف والمختلف]

[مثاله من القرآن]

وهو أن يجمع فى كلام قصير أشياء كثيرة مختلفة أو متفقة؛ كقول الله تعالى:

فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ.

وقوله عزّ اسمه: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ.

[مثاله من النثر]

ومثاله من النثر ما كتب به الشيخ أبو أحمد: فلو عاش حتى يرى ما منينا به من وغد حقير، نقير، نذل، رذل، غثّ، رثّ، لئيم، زنيم، أشحّ من كلب، وأذلّ من نقد، وأجهل من بغل، سريع إلى الشر، بطىء عن الخير، مغلول عن الحمد، مكتوف عن البذل، جواد بشتم الأعراض، سخى بضرب الأبشار، لجوج، حقود، خرق، نزق، عسر، نكد، شكس، شرس، دعىّ، زنيم؛ يعتزى إلى أنباط سقّاط، أهل لؤم أعراق، ورقة أخلاق، وينتمى إلى أخبث البقاع ترابا، وأمرّها شرابا، وأكمدها ثيابا؛ فهو كما قال الله تعالى: وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً.

ثم كما قال الشاعر:

نبطى آباؤه لم يلده ... ذو صلاح ولم يلد ذا صلاح

معشر أشبهوا القرود ولكن ... خالفوها فى خفّة الأرواح

[مثاله من المنظوم]

ومن المنظوم قول امرىء القيس «١» :

سماحة ذا وبرّ ذا ووفاء ذا ... ونائل ذا إذا صحا وإذا سكر

(٢٦- الصناعتين)

<<  <   >  >>