فوصفها ثم قال:
إلى الحارث الوهاب أعملت ناقتى ... لكلكلها والقصريين «١» وجيب
وقال الحرث بن حلزة «٢» :
أنمى إلى حرف مذكّرة ... تهض الحصى بمناسم ملس
ثم قال:
أفلا نعدّيها إلى ملك ... شهم المقادة حازم النّفس
ثم أخذ فى مديحه.
وربما تركوا المعنى الأول، وأخذوا فى الثانى من غير أن يستعملوا ما ذكرناه، قال النابغة «٣» :
تقاعس حتى قلت ليس بمنقض ... وليس الذى يرعى النجوم بآيب
علىّ لعمرو نعمة بعد نعمة ... لوالده ليست بذات عقارب
وقال أيضا «٤» :
على حين عاتبت الفؤاد على الصّبا ... وقلت ألمّا أصح والشيب وازع
وقد حال همّ دون ذلك داخل ... ولوج الشّغاف تبتغيه الأصابع
وعيد أبى قابوس فى غير كنهه ... أتانى ودونى راكس والضواجع «٥»
والبحترى يسلك هذه الطريقة فى أكثر شعره.
[الخروج المتصل بما قبله]
فأما الخروج المتصل بما قبله فقليل فى أشعارهم؛ فمن القليل قول دجانة ابن عبد قيس التميمى:
وقال الغوانى قد تضمّر جلده ... وكان قديما ناعم المتبذّل
فلا تأس أنى قد تلافيت شيبتى ... وهزّ الغوانى من شميط مرجّل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute