ومنها ما يوافق أول كلمة منها آخر كلمة فى النصف الأخير، كقول الشاعر «١» :
سريع إلى ابن العم يلطم وجهه ... وليس إلى داعى الوغى «٢» بسريع
وقول ابن الأسلت:
أسعى على جلّ بنى مالك ... كلّ امرىء فى شأنه ساع
ومنه ما يكون فى حشو الكلام فى فاصلته، كقول الله تعالى: انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا
. وقوله تعالى: (قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى
. وكقول امرىء القيس»
:
إذا المرء لم يخزن عليه لسانه ... فليس على شىء سواه بخزّان
وقول الآخر:
كذلك خيمهم ولكل قوم ... إذا مستهم الضراء خيم
وقول زهير «٤» :
ولأنت تفرى ما خلقت «٥» وبع ... ض القوم يخلق ثم لا يفرى
وقال جرير «٦» :
سقى الرمل جون مستهلّ ربابه ... وما ذاك إلّا حبّ من حلّ بالرمل «٧»
أخذه من قول النّمرىّ:
لعمرك ما أسقى البلاد لحبها ... ولكنما أسقيك حار بن تولب
وقول ابن مقبل:
ياحرّ من يعتذر من أن يلمّ به ... ريب المنون فإنى لست أعتذر