فمن أجود ما قيل فى الديار قول الأزدى:
فلم تدع الأرياح والقطر والبلى ... من الدار إلّا ما يشفّ ويشغف
وفى ذكر البروق قول الأول:
سرى البرق من نحو الحجاز فشاقنى ... وكلّ حجازىّ له البرق شائق
بدا مثل نبض العرق والبعد دونه ... وأكناف لبنى دوننا والأسالق «١»
نهارى بأشراف التّلاع موكّل ... وليلى إذا ما جنّنى اللّيل آرق
فواكبدى ممّا ألاقى من الهوى ... إذا حنّ إلف أو تألّق بارق
وكذا ينبغى أن يكون التشبيب دالّا على الحنين، والتحسّر، وشدة الأسف؛ كقوله:
وليست عشيّات الحمى برواجع ... إليك ولكن خلّ عينيك تدمعا
وأذكر أيام الحمى ثم أنثنى ... على كبدى من خشية أن تصدّعا
وقال ابن مطير:
وكنت أذود العين أن ترد البكا ... فقد وردت ما كنت عنه أذودها
خليلىّ ما فى العيش عيب لو أنّنا ... وجدنا لأيّام الحمى من يعيدها
فهذا يدلّ على تحسّر شديد، وحنين مفرط.
وقول الآخر:
وددت بأبرق العيشوم أنّى ... ومن أهوى جميعا فى رداء
أباشره وقد نديت عليه ... وألصق صحّة منه بدائى
فحنّ إليه حنين السقيم إلى الشفاء.
ومن الشعر الدالّ على شدّة الحسرة والشوق قول الآخر:
يقر بعينى أن أرى رملة الغضا ... إذا ما بدت يوما لعينى قلالها
ولست وإن أحببت من يسكن الغضا ... بأوّل راج حاجة لا ينالها