وما رقد الولدان حتى رأيته ... على البكر يمريه بساق وحافر «٥»
فسمّى قدم الإنسان حافرا. وهذا غلط من قدامة كبير؛ لأنّ المعاظلة فى أصل الكلام إنما هى ركوب الشىء بعضه بعضا؛ وسمى الكلام به إذا لم ينضد نضدا مستويا، وأركب بعض ألفاظه رقاب بعض، وتداخلت أجزاؤه، تشبيها بتعاظل الكلاب والجراد، على ما ذكرناه؛ وتسمية القدم بحافر ليست بمداخلة كلام فى كلام؛ وإنما هو بعد فى الاستعارة.
والدليل على ما قلنا أنك لا ترى فى شعر زهير شيئا من هذا الجنس، ويوجد فى أكثر شعر الفحول نحو «٦» ما نفاه عنه عمر رضى الله عنه وحده؛ فمما وجد منه فى شعر النابغة قوله «٧» :