للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والكلام إذا خرج فى غير تكلّف وكد وشدّة تفكر وتعمّل كان سلسا سهلا، وكان له ماء ورواء ورقراق، وعليه فرند «١» لا يكون على غيره مما عسر بروزه واستكره خروجه؛ وذلك مثل قول الحطيئة «٢» :

هم القوم الذين إذا ألمّت ... من الأيام مظلمة أضاءوا

وقوله:

لهم فى بنى الحاجات أيد كأنّها ... تساقط ماء المزن فى البلد القفر

وكقول أشجع:

قصر عليه تحية وسلام ... نشرت عليه جمالها الأيّام

وإذا سيوفك صافحت هام العدا ... طارت لهنّ عن الفراخ الهام

برقت سماؤك للعدوّ فأمطرت ... هاما لها ظلّ السيوف غمام

رأى الإمام وعزمه وحسامه ... جند وراء المسلمين قيام

وكقول النمر:

خاطر بنفسك كى تصيب غنيمة ... إنّ الجلوس مع العيال قبيح

فالمال فيه تجلّة ومهابة ... والفقر فيه مذلة وقبوح «٣»

وكقول الآخر:

نامت جدودهم وأسقط نجمهم ... والنجم يسقط والجدود تنام

وكقول الآخر:

لعن الإله تعلّة بن مسافر ... لعنا يشنّ عليه من قدّام

ففى هذه الأبيات مع جودتها رونق ليس فى غيرها مما يجرى مجراها فى صحة المعنى وصواب اللفظ.

<<  <   >  >>