للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن هاهنا أخذ أبو نواس قوله «١» :

إذا نحن أثنينا عليك بصالح ... فأنت كما نثنى وفوق الّذى نثنى

وإن جرت الألفاظ يوما بمدحة ... لغيرك إنسانا فأنت الّذى نعنى

ويشير إلى قول الخنساء «٢» :

وما بلغ المهدون فى القول مدحة ... وإن أطنبوا إلّا الّذى فيك أفضل

وقال البحترى «٣» :

فمن لؤلؤ تجلوه عند ابتسامها ... ومن لؤلؤ عند الحديث تساقطه

أحسن لفظا وسبكا من قول أبى حية:

إذا هنّ ساقطن الحديث كأنّه ... سقاط حصى المرجان من سلك ناظم

وبيت البحترى أيضا أتمّ معنى؛ لأنه تضمّن ما لم يتضمّنه بيت أبى حية من تشييه الثّغر بالدّر.

وقد زاد أيضا فى قوله «٤» :

وفرسان هيجاء تجيش صدورها ... بأحقادها حتى يضيق ذروعها «٥»

تقتّل من وتر أعزّ نفوسها ... عليها بأيد ما تكاد تطيعها

إذا احتربت يوما ففاظت نفوسها «٦» ... تذكّرت القربى فغاضت دموعها

شواجر أرماح تقطّع بينها ... شواجر أرحام ملوم قطوعها

على من قال:

ونبكى- حين نقتلكم- عليكم ... ونقتلكم كأنّا لا نبالى

وقريب منه قول مهلهل:

لقد قتلت بنى بكر بربّهم ... حتى بكيت وما يبكى لهم أحد

<<  <   >  >>