وقال الأول «١» :
كأنّ ابن ليلته جانحا ... فسيط لدى الأفق من خنصر «٢»
الفسيط: قلامة الظفر.
وما يعرف للمتقدّم معنى شريف إلا نازعه فيه المتأخّر وطلب الشركة فيه معه إلا بيت عنترة «٣» :
وترى الذّباب بها يغنّى وحده ... هزجا كفعل الشّارب المترنّم
غردا يحكّ «٤» ذراعه بذراعه ... قدح «٥» المكبّ على الزّناد الأجذم
فإنه ما نوزع فى هذا المعنى على جودته. وقد رامه بعض المجيدين فافتضح.
وأخذ البحترى قول الشماخ «٦» :
وقرّبت مبراة كأنّ ضلوعها ... من الماسخيّات القسىّ الموتّرا «٧»
مبراة- من البرة، وهى الحلقة تجعل فى أنف الناقة فزاد عليه؛ فقال «٨» :
كالقسىّ المعطّفات بل ال ... أسهم مبرية بل الأوتار
وهذا ترتيب مصيب من أجل أنه بدأ بالأغلظ، ثم انحطّ إلى الأدقّ؛ وقد عيب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute