القوم وجماجمهم وعيونهم. وفلان ظهر فلان، ولسان قومه ونابهم وعضدهم.
وهذا كلام له ظهر وبطن. وفى العرب الجماجم، والقبائل، والأفخاذ، والبطون، وخرج علينا عنق «١» من الناس. وله عندى يد بيضاء، وهذه سرّة الوادى، وبابل عين الأقاليم، وهذا أنف الجبل، وبطن الوادى، ويسمون النبات نوءا. قال «٢» :
وجف أنواء السّحاب المرتزق
أى جفّ البقل، ويقولون للمطر: سماء. قال الشاعر «٣» :
إذا سقط السماء بأرض قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابا
ويقولون: ضحكت الأرض، إذا أنبتت؛ لأنها تبدى عن حسن النبات كما يفتر الضاحك عن الثغر، ويقال: ضحكت الطلعة. والنور يضاحك الشمس.
قال الأعشى «٤» :
يضاحك الشمس منها كوكب شرق ... مؤزّر بعميم النبت مكتهل «٥»
لقيت من فلان عرق القربة، أى شدة ومشقة. وأصل هذا أنّ حامل القربة يتعب من نقلها حتى يعرق. ويقولون أيضا: لقيت منه عرق الجبين، والعرب تقول:
بأرض فلان شجر قد صاح؛ وذلك إذا أطال فتبين للناظر بطوله، ودل على نفسه؛ لأنّ الصائح يدل على نفسه. ويقولون: هذا شجر واعد، إذا أقبل بماء ونضرة؛ كأنه يعد بالثمر؛ قال سويد بن أبى كاهل «٦» :