إلا بالآذان. وقال أعرابى لآخر: يسار النفس خير من يسار المال، ورب شبعان من النّعم، غزثان «١» من الكرم. وغزت نميرا حنيفة فاتبعتهم نمير، فأتوا عليهم، فقيل لرجل: كيف كان القوم؟ فقال: اتبعوهم والله رفدا حقبوا كل جماليّة خيفانة، فما زالوا يحصفون آثار المطى بحوافر الخيل؛ فلما لقوهم جعلوا المرّان أرشية الموت، فاستقوا بها أرواحهم «٢» . وقال آخر: فلان أملس، ليس فيه مستقر لخير، ولا لشر.
وقال أحمد بن يوسف وقد شتمه «٣» رجل بين يدى المأمون: رأيته يستملى ما يلقانى به من عينيك. وقيل لأعرابى: أى الطعام أطيب؟ قال: الجوع أبصر. ومدح أعرابى رجلا فقال: كان يفتح من الرأى أبوابا منسدة، ويغسل من العار وجوها مسودّة. ومدح أعرابى رجلا فقال: كان والله إذا عرضت له زينة الدنيا هجّنتها زينة الحمد عنده؛ وإن للصنائع لغارة على أمواله كغارة سيوفه على أعدائه. ومدح أعرابى قوما فقال: أولئك غرر تضىء من ظلم الأمور المشكلة، قد صغت آذان المجد إليهم.
وقال أعرابى يمدح رجلا: إنه ليطعى عطاء من يعلم أن مادته. ومدح أعرابى رجلا، فقال: لسانه أحلى من الشهد، وقلبه سجن للحقد. ومدح أعرابى رجلا فقال:
إن أسأت إليه أحسن، وكأنه المسىء، وإن أجرمت إليه غفر، وكأنه المجرم، اشترى بالمعروف عرضه من الأذى؛ فهو وإن كانت له الدنيا بأسرها فوهبها، رأى بعد ذلك عليه حقوقا؛ لا يستعذب الخنا، ولا يستحسن غير الوفا «٤» .
وذم أعرابى رجلا فقال: يقطع نهاره بالمنى، ويتوسد ذراع الهمّ إذا أمسى.
وذم أعرابى رجلا فقال: إن فلانا ليقدم على الذنوب إقدام رجل قدم فيها نذرا، أو يرى أنّ فى إتيانها عذرا. وقال أعرابى لرجل: لا تدنس شعرك بعرض فلان؛