للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخذت أطرار «١» الكلام فلم تدع ... شتما يضرّ ولا مديحا ينفع

والهجاء ضدّ المديح، فذكر الشتم على وجه التقريب؛ وهكذا قول الآخر «٢» :

يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ... ومن إساءة أهل السوء إحسانا

فجعل ضدّ الظلم المغفرة.

ومن المطابقة فى أشعار المحدثين، قول أبى تمام «٣» :

أصمّ بك الناعى وإن كان أسمعا ... وأصبح مغنى الجود بعدك بلقعا

وقالوا: هذا أحسن ابتداء فى مرثية إسلامية؛ وقال أبو تمام أيضا «٤» :

وضلّ بك المرتاد من حيث يهتدى ... وضرّت بك الأيام من حيث تنفع

وقد كان يدعى لابس الصّبر حازما ... فأصبح يدعى حازما حين يجزع

وقال سديف فى النّساء:

وأصحّ ما رأت العيون جوارحا ... ولهن أمرض ما رأيت عيونا

وقال عمارة بن عقيل:

وأرى الوحش فى يمينى إذا ما ... كان يوما عنانه بشمالى

وقال أبو تمام «٥» :

فيم الشماتة إعلانا بأسد وغى ... أفناهم الصّبر إذا أبقاكم الجزع

فجاء بتطبيقتين فى مصراع.

وقال البحترى «٦» :

إن إيامه من البيض بيض ... ما رأين المفارق السود سودا

وقال النّمرى:

ومنازل لك بالحمى ... وبها الخليط نزول

<<  <   >  >>