وتضحى فتيت المسك فوق فراشها ... نئم الضحا لم تنتطق عن تفضل
أراد أنها مكفّية؛ ونئومة الضحا وترك الانتطاق للخدمة يردفان الكفاية؛ فعبر بهما عنها وأراد أنها من أهل الترفّه والنعمة فتستعمل المسك الكثير فينتثر فى فراشها وهذه الحال تردف الترف والنعمة؛ وقول عمر بن أبى ربيعة «١» :
بعيدة مهوى القرط أما لنوفل ... أبوها وأما عبد شمس وهاشم
فأراد أن يصف طول عنقها فأتى بما دلّ عليه من طول مهوى القرط، وبعد مهوى القرط ردف لطول العنق. وقول الخنساء «٢» :
ومخرّق عنه القميص تخاله ... بين البيوت من الحياء سقيما
أرادت وصفه بالجود فجعلته مخرّق القميص، لأن العفاة يجذبونه؛ فتمزيق قميصه ردف لجوده. وقول الشاعر «٣» :
طويل نجاد السيف لا متضائل ... ولا رهل لبّاته وبآدله «٤»
أراد وصفه بطول القامة، فذكر طول نجاده، لأن طوله ردف لطول القامة.
وقد أدخل بعض من صنّف فى هذا أمثلة باب الأرداف فى باب المماثلة، وأمثلة باب المماثلة فى باب الأرداف، فأفسد البابين جميعا، فلخصت ذلك وميّزته وجعلت كلّا فى موضعه، وفيه دقّة وإشكال.