للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا صبر على الجفاء ممّن عود الله منه البرّ، وقد استدللت بإزالة الوزير إياى عن المحل الذى كان يحلنيه بتطوّله على ما سؤت له ظنا بنفسى، وما أخاف عتبا لأنى لم أجن ذنبا، فإن رأى الوزير أن يقوّمنى لنفسى، ويدلّنى على ما يراد منى فعل. تم كلامه عند قوله له «يقومنى» ثم جاء بالمقطع وهو قوله: «لنفسى» فزاد معنى.

وممن زاد توكيدا امرؤ القيس حيث يقول «١» :

كأنّ عيون الوحش حول خبائنا ... وأرحلنا الجزع الذى لم يثقّب

قوله: «لم يثقب» يزيد التشبيه توكيدا؛ لأن عيون الوحش غير مثقبة.

وزهير حيث يقول «٢» :

كأنّ فتات العهن «٣» فى كلّ منزل ... نزلن به حبّ الفنا لم يحطّم

القنا إذا كسر ابيض. والفنا: شجر الثعلب «٤» . ومن الزيادة قول امرىء القيس «٥» :

إذا ما جرى شأوين وابتلّ عطفه ... تقول هزيز الريح مرّت بأثأب «٦»

فالتشبيه قد تم عند قوله «هزيز الريح» وزاد بقوله «مرت بأثأب» : لأنه أخبر به عن شدة حفيف الفرس، وللريح فى أغصان الأثاب حفيف شديد. والأثأب: شجر.

وقول أبى نواس:

ذاك الوزير الذى طالت علاوته ... كأنه ناظر فى السّيف بالطّول

فقوله «بالطول» أنفى للشبهة.

وقول راشد الكاتب:

كأنه ويد الحسناء تغمزه ... سير الإداوة لما مسّه البلل

فقوله: «لما مسه البلل» تأكيد، ويدخل أكثر هذا الباب فى التتميم؛ وإنما يسمى إيغالا إذا وقع فى الفواصل والمقاطع.

<<  <   >  >>