فقوله: «والمسالم بادن» رجوع من المعنى الذى قدّمه؛ حتى بيّن أن علامة صلاة الحرب من غيرهم أن المسالم بادن، والمحارب ضامر.
وقول عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر:
وأجمل إذا ما كنت لابدّ مانعا ... وقد يمنع الشىء الفتى وهو مجمل
وقول طرفة «١» :
وتصد عنك مخيلة الرجل الش ... نوف موضحة عن العظم «٢»
بحسام سيفك أو لسانك وال ... كلم الأصيل كأرغب الكلم «٣»
فكأنه ظن معترضا، يقول له: كيف يكون مجرى اللسان والسيف واحدا؛ فقال:
«والكلم الأصيل كأرغب الكلم» ؛ وإنما أخذه من امرىء القيس:
وجرح اللسان كجرح اليد
وأخذه آخر فقال:
والقول ينفذ ما لا تنفذ الإبر
ومن الالتفات قول جدير بن ربعان:
معازيل فى الهيجاء ليسوا بزادة ... مجازيع عند البأس والحرّ يصبر
فقوله: «والحر يصبر» التفات.
وقول الرّماح بن ميادة:
فلا صرمه يبدو وفى اليأس راحة ... ولا ودّه يصفو لنا فنكارمه
كأنه يقول: «وفى اليأس راحة» ، والتفت إلى المعنى لتقديره أن معارضا يقول له: وما تصنع بصرمه؟ فيقول: لأنه يؤدّى إلى اليأس، وفى اليأس راحة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute